تخريج حديث : لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة

تخريج حديث ( لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة )

هذا الحديث موقوف على حذيفة بن اليمن

وله طريقان :

الطريق الأول : طريق سفيان بن عيينة عن جامع بن أبي راشد قال سمعت أبا وائل أن حذيفة قال لابن مسعود... فذكره

وهذا إسناد صحيح

لكن اختلف على ابن عيينة ما بين وقف ورفع

فقد رواه عنه ( مرفوعًا ) :

1 ـ سعيد بن منصور ؛ عند ابن حزم في "المحلى" ( 5 / 135 ) وابن الجوزي في "التحقيق" ( 2 / 109 ) مع شك في المتن.

2 ـ محمود بن آدم المروزي ؛ عند البيهقي في "السنن الكبرى" ( 4 / 519 ) وابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" ( 3 / 362 ) مع شك في المتن أيضًا ؛ والذهبي في "السير" ( 15 / 81 ) من دون الشك لكن طريقه إليه فيه مطاعن وعلل كما قال المحدث النبيل محمد عمرو عبد اللطيف.

3 ـ هشام بن عمّار ؛ عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ( 7 / 201 )

4 ـ محمد بن الفرج ؛ عند الإسماعيلي في "معجمه" ( 3 / 720 )

وممن رواه عنه ( موقوفًا ) :

1 ـ عبد الرزاق الصنعاني كما في "مصنفه" ( 8016 ) وكما هو عند الطبراني قي "المعجم الكبير" ( 9 / 302 ) وابن حزم في "المحلى" ( 5 / 134 ).

2 ـ سعيد بن عبد الرحمن

3 ـ محمد بن أبي عمر

كلاهما عند الفاكهي في "أخبار مكة" ( 2 / 149 )

تنبيه : قد وهم الإمام الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ إذ توهم أنهما رواياه ( مرفوعًا ) ـ كما في "السلسلة الصحيحة" له ( 6 / 669 ) ـ والأمر ليس كذالك ؛ إنما روياه ( موقوفًا ) على حذيفة كما أثبتناه.

فحدث به سفيان بن عيينة (مرفوعًا ) تارة و( موقوفًا ) تارة أخرى كما ترى ؛ ولعل هذا الحديث من الأحاديث التي رواها بعد أن تغير حفظه إذ هو مع جلالته فقد تغير حفظه في آخره كما ذكره الحافظ في "التقريب".

والصحيح من روايته ( الوقف ) كما يشهد له الطريق الثاني :

وهي طريق سفيان ـ أي الثوري ـ عن واصل الأحدب عن إبراهيم النخعي أن حذيفة قال فذكره موقوفًا عليه.

أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" ( 8014 ) ـ ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" ( 5 / 134 ) ـ وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" ( 2 / 337 ) .

ورجال هذا الإسناد ثقات إلا أن فيه انقطاعًا بين إبراهيم النخعي وحذيفة ؛ لكن رغم هذا الانقطاع الإسناد صالح للتقوية والاستشهاد خصوصًا إذا كان الانقطاع في الطبقات العليا ؛ فهذا الطريق يقوي الوقف.

وثم وجدت أن الطبراني قد أخرجه في "المعجم الكبير" ( 9 / 301 ) من طريق آخر عن إبراهيم النخعي لكن متنه "لا اعتكاف إلا في مسجد جماعة".


وإسناده ضعيف فيه مغيرة بن مقسم الضبي وهو ثقة لكنه يدلس لا سيما عن إبراهيم النخعي وفي هذا الإسناد قد عنعن وهو يروي عنه. والله أعلم